أيام قرطاج السينمائية: تكريم المخرج المصري الراحل يوسف شاهين

يوسف شاهينتونس 25 اكتوبر 2008 (وات -تحرير ايمان بحرون) - افتتح فيلم "هي فوضى" للمخرج المصري الراحل يوسف شاهين مساء السبت 25 أكتوبر 2008 بالمسرح البلدي بالعاصمة الدورة الثانية والعشرين لأيام قرطاج السينمائية .

وقد أهديت هذه الدورة لروح من أطلق عليهم عبارة /رواد المهرجان/ وهم يوسف شاهين والمنتج التونسي احمد بهاء الدين عطية والمخرج السينغالي عصمان صمبان .

و يعكس اختيار المنظمين لآخر أفلام شاهين لافتتاح هذه الدورة الجديدة المكانة الجوهرية التي يحظى بها المبدعون من شتى أنحاء العالم في تونس مهد الثقافات والحضارات والأديان وتقديرها سلطة وشعبا لإعمالهم باختلاف رؤاها ومطلقاتها.

وقد كان يوسف شاهين المخرج العالمي الكبير محل تقدير دائم من قبل الرئيس بن علي الذي قلده في مثل هذا الشهر من سنة 2001 الصنف الأكبر من الوسام الوطني للاستحقاق في القطاع الثقافي لما قام به من جهود فنية متميزة أثرت السينما العربية ولما قدمه من إنتاج هام عالج من خلاله بصورة جريئة قضايا اجتماعية وإنسانية هادفة بروح من الاستقلالية والتحرر طبعت إنتاجه السينمائي.

كما تربط شاهين بأيام قرطاج السينمائية علاقة خاصة حيث سجل حضوره في عديد دوراتها وتحصل على التانيت الذهبي عن فيلمه الاختيار سنة 1970 وترؤسه للجنة التحكيم خلال الدورة 13 سنة 1990 وهو ما جعله يعترف لهذا المهرجان بمساهمته في وصول أفلامه إلى العالم .

ويبدأ فيلم /هي فوضى/ بمواجهة بين طلاب ينظمون مظاهرة أمام إحدى الجامعات المصرية مع قوات الأمن لتنتهي في احد أقسام الشرطة حيث تبرز الشخصية الرئيسية والمحورية للفيلم حاتم ضابط الشرطة حاد الطباع الذي يجسد دوره الفنان خالد صالح والذي استعمل المخرج من خلاله تقنية الازدواجية الدرامية فبدا خلال الأحداث بشخصيتين مختلفتين تماما.

كما بني شاهين دراما الفيلم على شخصيتين هامتين ذات تأثير جوهري في الأحداث وهما نور منة شلبي الشخص الوحيد الذي يضعف أمامه حاتم الضابط المتعجرف والتي تواجهه برفض هذا الحب و شريف يوسف الشريف وكيل النائب العام الذي يرفض هو الآخر حب نور ويلاحق خطيبته الفتاة المتحررة ومدمنة المخدرات .

وقد يبدو الفيلم للمتلقي العادي انه قصة حب شرقية تنتهي بموت البطلين ولكنه في الباطن يحمل كبقية أفلام شاهين عديد الرموز وينقد بجرأة الواقع عبر طرح عديد القضايا المجتمعية الهامة منها بالخصوص الاستغلال السيئ للسلطة وما ينتج عنه من انتهاكات لحقوق الإنسان.

ويتوغل شاهين أيضا من خلال عمله الأخير الذي أنهى إخراجه تلميذه خالد يوسف الحاضر مع نخبة من أبطال الفيلم في حفل افتتاح الدورة 22 في الجانب النفسي للشخصيات ولا سيما المحورية منها ليجد مبررات للتصرفات الصادرة عنها ومنها بالخصوص الممارسات غير الشرعية لحاتم الذي استغل سلطته ليرد الفعل على ما عاشه من قمع واستغلال في طفولته.

/هي فوضى/ فيلم اختارت أيام قرطاج السينمائية في دورتها الجديدة أن تعلن من خلاله عن وفائها لهذا الصرح السينمائي العربي كما يعد خير تتويج لمسيرة سينمائية استمرت ستة عقود كاملة قدم خلالها يوسف شاهين ابرز الأفلام التي بوأته منزلة عالمية .