وفي عصرنا هذا، فإن انتشار الوسائط السمعية البصرية، مثل الهواتف الذكية واللوحات الرقمية وأجهزة الكمبيوتر، يؤدي إلى انخفاض مطرد في وفرة حضور دور السينما.
ضمن هذا الانتشار الراسخ للشاشات المتصلة ، تعتبر خدمات البث الحي أحد أكثر أنماط استهلاك المحتوى السمعي البصري والسينمائي استعمالاً. بل فإنه وفقًا للشركة الأمريكية للأبحاث المختصة بالتلفاز الرقمي، سيتضاعف عدد المشتركين في منصات البث عند الطلب أربع مرات بحلول عام 2025 ، وهذا فقط في القارة الأفريقية ، ناهيك عن الآخرين.
فيتوفر بالفعل عدد كبير من منصات البث عند الطلب, المعروفة بخدمات ال SVOD, سواء من خلال الاشتراكات مثل ما تقترحه نتفليكس و صالتو و برايم فيديو و ديزني+ ، أو من خلال نشر و تبادل الفيديوهات مثل ما نراه على موقع اليوتوب و ديلي موشن وحتى تطبيقة انستاغرام التي أصبحت تعد وفقًا لرئيسها التنفيذي ضمن تطبيقات نشر و تبادل الفيديوهات، أو من خلال منصات إعادة البث مثل My Canal و M6.
لقد أحدثت هذه المنصات ثورة في صناعة السينما ، ولا سيما في علاقة السينما بهواة السينما، والسينما بالإنتاج ، أو حتى علاقة السينما بالتوزيع. و يتم تكريم هذه المنصات في المجال (35 ترشيحاً للمشاريع التي أنتجتها نتفليكس خلال حفل توزيع جوائز الأوسكار لعام 2021) ، ولكن يتم تعليقها أيضًا من قبل أكثر المهرجانات السينمائية المرموقة مثل مهرجان «كان» الذي يحظر الأفلام التي تنتجها هذه المنصات من التنازع على السعفة الذهبية.
سيتناول هذا المنتدى الذي سيتم تقديمه في إطار تظاهرات أيام قرطاج السينمائية مختلف القضايا المتعلقة بهذه المنصات، العروض التي توفرها، أنماط عملها ، الفرص السانحة المرتبطة بها، العلاقة بين الجنوب والشمال في آلياتها والإطار القانوني والمالي الذي يتولاها.
نعمان جمعة
المسؤول عن قسم المنتدى
